بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، انتشر القلق بين المسلمين بشأن حفظ القرآن الكريم، خاصة مع استشهاد عدد كبير من الحفاظ في بعض الغزوات. ولذلك، رأى أبو بكر الصديق رضي الله عنه ضرورة جمع القرآن الكريم في مصحف واحد لضمان حفظه للأبد.
أبو بكر الصديق، كونه أول الخلفاء الراشدين وأحد العشرة المبشرين بالجنة، كان يتمتع بمكانة عالية بين المسلمين، وكان يتمتع بحفظ قوي للقرآن الكريم. لذلك، تم تكليفه بهذه المهمة الشاقة، والتي قام بها بمساعدة الصحابي الجليل زَيد بن ثابت، الذي كان من أبرز كتاب الوحي في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
قام زيد بن ثابت بجمع القرآن الكريم من الصحابة الذين حفظوه، وذلك من خلال مقابلة كل صحابي وحفظ ما يحفظه من القرآن، ثم قام بمقارنة هذه الروايات وتوحيدها في مصحف واحد. وقد تم ذلك بدقة متناهية، حيث كان زيد بن ثابت لا يكتب آية إلا بعد أن يتثبت من صحتها من عدة رواة.
الحفاظ على القرآن: كان جمع القرآن الكريم في مصحف واحد ضرورياً للحفاظ على القرآن الكريم من الضياع أو التغيير.
توحيد القراءات: ساعد جمع القرآن الكريم في توحيد القراءات القرآنية، مما أدى إلى حماية القرآن من الاختلافات والتناقضات.
تسهيل حفظ القرآن: سهل جمع القرآن الكريم على المسلمين حفظه وتدارسه.
إن جمع القرآن الكريم في عهد أبي بكر الصديق كان من أعظم الإنجازات في تاريخ الإسلام. فقد كان هذا العمل بمثابة حماية للقرآن الكريم وحفظه للأجيال القادمة. ولا شك أن أبو بكر الصديق وزيد بن ثابت وغيرهما من الصحابة الذين شاركوا في هذه المهمة يستحقون الشكر والثناء على هذا العمل الجليل.