السبت، ٢٤ جمادى الأولى ١٤٤٧ هـ
السبت، ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥
facebookinstagramtwitter

سؤال وجواب

238

ما فضل سورة آل عمران؟

القرآن الكريم هو كلام الله المعجز، ونوره المبين، وهدايته للعالمين. وكل سورة فيه، بل كل آية، تحمل في طياتها الخير والبركة والأجر العظيم لقارئها ومتدبرها والعامل بها. وسورة آل عمران، إحدى السور الطوال، لها مكانة خاصة وفضائل عظيمة وردت في نصوص السنة النبوية المطهرة، مما يدل على أهميتها البالغة في حياة المسلم.

ما فضل سورة آل عمران؟

تتمتع سورة آل عمران بفضائل جمة، نذكر منها ما يلي:

  1. الشفاعة لصاحبها يوم القيامة:
    من أعظم فضائل سورة آل عمران أنها تأتي يوم القيامة لتشفع لمن يقرأها ويعمل بها. وقد ورد ذلك في حديث النبي صلى الله عليه وسلم:
    عن النواس بن سمعان الكلابي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: يُؤْتَى بِالْقُرْآنِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَأَهْلِهِ الَّذِينَ كَانُوا يَعْمَلُونَ بِهِ، تَقْدُمُهُ سُورَةُ الْبَقَرَةِ وَآلُ1 عِمْرَانَ وضرب لهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أمثال ما نسيتهن بعد قال: كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ، أَوْ غَيَايَتَانِ، أَوْ فِرْقَانِ مِنْ طَيْرٍ صَوَافَّ، تُحَاجَّانِ عَنْ أَصْحَابِهِمَا (رواه مسلم).
    هذا الحديث الشريف يبين عظم مكانة سورتي البقرة وآل عمران، وأنهما تأتيان يوم القيامة كالسحابتين أو الظلتين تدافعان وتُجادلان عن قارئهما والعامل بهما.

  2. من الزهراوين:
    أطلق النبي صلى الله عليه وسلم على سورتي البقرة وآل عمران اسم الزهراوين، أي المضيئتين أو المنيرتين.
    في الحديث السابق: اقرأوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران؛ فإنهما تأتيان يوم القيامة، كأنهما غمامتان، أو كأنهما غيايتان، أو كأنهما فرقان من طير صواف، تحاجان عن أصحابهما.
    وهذا يدل على النور الذي تكتسبه هاتان السورتان في الآخرة، وعلى ما تمنحانه لصاحبهما من حماية وإضاءة.

  3. فيها اسم الله الأعظم:
    يُعتقد أن اسم الله الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب، موجود في ثلاث سور من القرآن الكريم: البقرة، وآل عمران، وطه.
    فعن أسماء بنت يزيد رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: اسمُ اللهِ الأعظمُ الذي إذا دُعي به أجابَ، في ثلاثِ سُوَرٍ: البقرةِ، وآلِ عمرانَ، وطه (حسنه الألباني).
    وفي سورة آل عمران، الآية التي تُشير إلى ذلك هي قوله تعالى: ﴿اللَّهُ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ﴾ [آل عمران: 2].

  4. فضل قراءة خواتيمها:
    كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ الآيات العشر الأخيرة من سورة آل عمران عند قيامه من النوم في الليل، ويتدبرها.
    عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: بت في بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فنام رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان نصف الليل أو قبله بقليل أو بعده بقليل استيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ الآيات من آخر سورة آل عمران.
    هذه الآيات (من قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ﴾ [آل عمران: 190]3 إلى آخر السورة) تحث على التفكر في خلق السموات والأرض، وتذكر بأوصاف أولي الألباب ودعائهم، وتؤكد على الأجر العظيم للمؤمنين الصابرين. وقد ورد في بعض الآثار أن من قرأ آخر آل عمران في ليلة كتب له قيام ليلة، وإن كان في صحة هذا الحديث بعض المقال، إلا أن مداومة النبي صلى الله عليه وسلم على قراءتها وتدبرها يُشير إلى عظيم فضلها.

  5. مكانة سورتي البقرة وآل عمران بين السبع الطوال:
    تُعتبر سورة آل عمران من السبع الطوال في القرآن الكريم، والتي أُعطيت للنبي صلى الله عليه وسلم مكان التوراة والإنجيل، كما ورد في بعض الأحاديث. وهذا يدل على غنى هاتين السورتين بالأحكام والعقائد والقصص والدروس.

إن فضل سورة آل عمران لا يقتصر على هذه النقاط فحسب، بل يتجلى في مقاصدها العظيمة من ترسيخ التوحيد، وتثبيت عقيدة المسلمين، وبيان حقيقة الأنبياء والمرسلين، والتحذير من أهل الزيغ والضلال، والحث على الصبر والجهاد والرباط في سبيل الله. فالعمل بما جاء فيها وتدبر آياتها هو لب الفضل وعمقه.