سؤال وجواب

يُعدّ فهم القرآن الكريم من أهمّ واجبات المسلم، وفهم معانيه وتفسيره من الأمور المُحبّبة إلى الله تعالى. وقد ظهرت عبر التاريخ العديد من كتب التفسير، تنوعت مناهجها وطرقها، ممّا قد يُثير تساؤلًا هامًا: ما هو أصحّ التفسير؟

ما هو أصح التفسير؟

الجواب:

لا يوجد تفسير واحد يُعدّ "أصحّ" من جميع التفاسير الأخرى، وذلك لعدّة أسباب:

·         اختلاف المناهج: تنوعت مناهج التفسير عبر التاريخ، فمنها ما هو بالرواية، ومنها ما هو بالرأي، ومنها ما يجمع بينهما. ولكلّ منهج مزاياه وعيوبه.

·         اختلاف المذاهب: لكلّ مذهبٍ من المذاهب الفقهية تفسيراته الخاصة، مبنية على أصوله الفقهية وقواعده.

·         اختلاف السياقات: قد يختلف تفسير الآية الواحدة باختلاف سياقها ومناسبتها.

·         اختلاف قدرات المُفسّرين: تختلف قدرات المُفسّرين ومداركهم، ممّا قد يُؤدّي إلى اختلافهم في تفسير بعض الآيات.

ومع ذلك، يمكن القول بأنّ هناك بعض المعايير التي يجب أن تتوفر في التفسير ليُعدّ مقبولاً:

·         أن يكون مُوافقًا لِما ورد في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة.

·         أن يكون مُستنبطًا من قواعد اللغة العربية وأساليبها.

·         أن يكون مُتوافقًا مع العقل والفطرة السليمة.

·         أن يكون مُتوافقًا مع الإجماع العامّ لِلمسلمين.

ولذلك، يُنصح المسلم بأن يقرأ في أكثر من تفسير، وأن يُقارن بينها، وأن يختار التفسير الذي يُناسبه ويفهمه، مع مراعاة المعايير المذكورة أعلاه.

وفيما يلي بعض النصائح لاختيار التفسير المناسب:

·         أن يُحدّد المسلم احتياجاته من التفسير، فهل هو يبحث عن تفسيرٍ مُبسّطٍ يسهل فهمه، أم أنه يبحث عن تفسيرٍ مُفصّلٍ يُناقش جميع الجوانب؟

·         أن يختار تفسيرًا لِمُفسّرٍ مُتخصّصٍ في علوم القرآن الكريم واللغة العربية.

·         أن يقرأ مراجعات التفسير قبل شرائه.

·         أن يستعين بِعالِمٍ مُختصٍّ في حال واجه صعوبة في فهم بعض الآيات.

وأخيرًا، فإنّ أهمّ شيءٍ في تفسير القرآن الكريم هو فهمه وتطبيقه على أرض الواقع، وأن يُصبح القرآن الكريم هُدىً لنا في حياتنا.

ما هو أصحّ التفسير؟ هذا السؤال سيظلّ مفتوحًا للنقاش، ولكنّه لا يُمنعنا من الاستفادة من مختلف التفاسير، والسعي لفهم القرآن الكريم وتطبيقه على أفضل وجه.