معصية قوم نوح عليه السلام تُعد من أبرز القصص القرآنية التي تظهر تمرد الإنسان على دعوة الأنبياء ورفضه لتوحيد الله. كان نوح عليه السلام أول رسول بعثه الله إلى البشرية بعد أن شاع الفساد وعبادة الأصنام بين الناس. عاش نوح في قومه يدعوهم إلى عبادة الله وحده وترك عبادة الأصنام، ولكنهم استمروا في ضلالهم وعنادهم.
كان قوم نوح يعبدون أصناماً صنعوها بأيديهم. هذه الأصنام كانت تحمل أسماء مثل: ودّ، سواع، يغوث، يعوق، ونسر. كانوا يظنون أن هذه الأصنام يمكنها أن تشفع لهم عند الله أو تجلب لهم الخير وتدفع عنهم الشر. وقد ظل نوح عليه السلام يدعوهم إلى التوحيد، وينذرهم بعقاب الله إذا لم يتوبوا ويتركوا عبادة الأصنام، إلا أنهم استمروا في كفرهم وشركهم.
قوم نوح لم يكتفوا برفض دعوته فحسب، بل استهزأوا به وسخروا منه. كانوا يقولون: ما نراك إلا بشراً مثلنا وما نراك اتبعك إلا الذين هم أراذلنا. كانوا يرون في اتباع نوح ضعفاً وانقياداً غير مقبول. استمروا في تكذيبهم لنوح وتجاهلوا دعوته، معتبرين أن ما يفعله وما يقوله ليس إلا خداعاً.
رغم استمرار نوح في دعوته لقومه لأكثر من تسعمائة وخمسين عاماً، إلا أنهم لم يستجيبوا لدعوته. بل كانوا يضعون أصابعهم في آذانهم ويغطون وجوههم بثيابهم لكي لا يسمعوا كلماته. هذا العناد والإصرار على الكفر جعلهم يستحقون العقاب الذي توعدهم الله به.
بعد أن رأوا أن دعوة نوح قد تستمر، بدأ قومه في التآمر عليه وعلى أتباعه. لم يرغبوا في التعايش مع دعوته وبدأوا في التخطيط للتخلص منه، واعتقدوا أن قتل نوح أو التخلص منه سيوقف دعوته وينهي مشكلتهم.
بعد أن أصر قوم نوح على كفرهم وتمادوا في معاصيهم، أوحى الله إلى نوح ببناء السفينة، وأمره أن يحمل فيها من كل زوجين اثنين ومن آمن معه. وعندما اكتملت السفينة، بدأ الطوفان، ففاضت الأرض وانهمرت السماء بالماء، وغرق كل من كفر برسالة نوح. هذا العقاب كان نتيجة لمعصيتهم وإصرارهم على الكفر.
يمكنك الان التعرف علي تفسير سورة النور
الخلاصة
ما هي معصية قوم نوح ؟ باختصار كانت معصيتهم في شركهم بالله وعبادتهم للأصنام، بالإضافة إلى استهزائهم بنوح وكفرهم بدعوته، وتمردهم على أوامر الله. هذه المعاصي كانت سبباً في هلاكهم بالطوفان، مما جعل قصتهم عبرة للأمم اللاحقة حول عاقبة الإصرار على الضلال ورفض دعوة الحق.
يمكنك ايضا الاستماع الي سورة الحديد بصوت هيثم الجدعاني