تحية طيبة في رحاب السيرة النبوية العطرة، نتوقف عند شخصية بارزة كان لها صوت مميز تردد في أرجاء المدينة المنورة، داعيًا المسلمين إلى لقاء ربهم. هذه الشخصية هي محور سؤالنا: من هو مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم؟ إنه الصحابي الجليل الذي اختاره النبي صلى الله عليه وسلم ليكون صوت الإسلام ينطلق بالأذان، رمزًا للتوحيد والاجتماع على الصلاة.
إن من هو مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم هو الصحابي الجليل بلال بن رباح الحبشي رضي الله عنه. كان بلال رضي الله عنه من السابقين إلى الإسلام، وقد عانى الكثير في سبيل إيمانه عندما كان عبدًا في مكة. اشتهر بصبره وثباته على التوحيد وقولته الشهيرة تحت التعذيب أحدٌ أحد.
وعندما شُرع الأذان في الإسلام، اختار النبي صلى الله عليه وسلم بلالًا رضي الله عنه ليكون أول مؤذن له، وذلك لجمال صوته وقوته وصدقه. فكان بلال رضي الله عنه هو الصوت الذي يدعو المسلمين إلى الصلاة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة.
إضافة إلى بلال بن رباح رضي الله عنه، كان هناك مؤذنون آخرون لرسول الله صلى الله عليه وسلم في أوقات مختلفة وفي أماكن متفرقة، منهم عبد الله بن أم مكتوم رضي الله عنه الذي كان يؤذن في المدينة أيضًا، وكان أعمى يتوخى وقت الفجر بدقة. كما كان أبو محذورة رضي الله عنه يؤذن في مكة بعد فتحها.
لكن حينما يُسأل عن من هو مؤذن الرسول صلى الله عليه وسلم بشكل عام والمشهور، فإن أول ما يتبادر إلى الذهن هو الصحابي الجليل بلال بن رباح رضي الله عنه، الذي ارتبط اسمه بالأذان النبوي الشريف وكان له فضل السبق في هذا الشرف العظيم.
