السبت، ٢٤ جمادى الأولى ١٤٤٧ هـ
السبت، ١٥ نوفمبر ٢٠٢٥
facebookinstagramtwitter

تفسير سورة الانشقاق

Basmala
إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ  ١وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ  ٢وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ  ٣وَأَلۡقَتۡ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتۡ  ٤وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ  ٥يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحٗا فَمُلَٰقِيهِ  ٦فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ  ٧فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا يَسِيرٗا  ٨وَيَنقَلِبُ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورٗا  ٩وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهۡرِهِۦ  ١٠فَسَوۡفَ يَدۡعُواْ ثُبُورٗا  ١١وَيَصۡلَىٰ سَعِيرًا  ١٢إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا  ١٣إِنَّهُۥ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ  ١٤بَلَىٰٓۚ إِنَّ رَبَّهُۥ كَانَ بِهِۦ بَصِيرٗا  ١٥فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلشَّفَقِ  ١٦وَٱلَّيۡلِ وَمَا وَسَقَ  ١٧وَٱلۡقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ  ١٨لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٖ  ١٩فَمَا لَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ  ٢٠وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩  ٢١بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ  ٢٢وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ  ٢٣فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ  ٢٤

تفسير الصفحه 1 من المصحف

تفسير الاية رقم 1

إِذَا ٱلسَّمَآءُ ٱنشَقَّتۡ  ١

يقول تعالى مبينًا لما يكون في يوم القيامة من تغير الأجرام العظام: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ أي: انفطرت وتمايز بعضها من بعض، وانتثرت نجومها، وخسف بشمسها وقمرها.

تفسير الاية رقم 2

وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ  ٢

وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا أي: استمعت لأمره، وألقت سمعها، وأصاخت لخطابه، وحق لها ذلك، فإنها مسخرة مدبرة تحت مسخر ملك عظيم، لا يعصى أمره، ولا يخالف حكمه.

تفسير الاية رقم 3

وَإِذَا ٱلۡأَرۡضُ مُدَّتۡ  ٣

وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ أي: رجفت وارتجت، ونسفت عليها جبالها، ودك ما عليها من بناء ومعلم، فسويت، ومدها الله تعالى مد الأديم، حتى صارت واسعة جدًا، تسع أهل الموقف على كثرتهم، فتصير قاعًا صفصفًا لا ترى فيها عوجًا ولا أمتا.

تفسير الاية رقم 4

وَأَلۡقَتۡ مَا فِيهَا وَتَخَلَّتۡ  ٤

وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا من الأموات والكنوز. وَتَخَلَّتْ منهم، فإنه ينفخ في الصور، فتخرج الأموات من الأجداث إلى وجه الأرض، وتخرج الأرض كنوزها، حتى تكون كالأسطوان العظيم، يشاهده الخلق، ويتحسرون على ما هم فيه يتنافسون.

تفسير الاية رقم 5

وَأَذِنَتۡ لِرَبِّهَا وَحُقَّتۡ  ٥

وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ

تفسير الاية رقم 6

يَٰٓأَيُّهَا ٱلۡإِنسَٰنُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَىٰ رَبِّكَ كَدۡحٗا فَمُلَٰقِيهِ  ٦

[يَا أَيُّهَاالْإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلَاقِيهِ أي: إنك ساع إلى الله، وعامل بأوامره ونواهيه، ومتقرب إليه إما بالخير وإما بالشر، ثم تلاقي الله يوم القيامة، فلا تعدم منه جزاء بالفضل إن كنت سعيدًا، أو بالعدل إن كنت شقيًا .

تفسير الاية رقم 7

فَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ بِيَمِينِهِۦ  ٧

ولهذا ذكر تفضيل الجزاء، فقال: فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ وهم أهل السعادة.

تفسير الاية رقم 8

فَسَوۡفَ يُحَاسَبُ حِسَابٗا يَسِيرٗا  ٨

فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا وهو العرض اليسير على الله، فيقرره الله بذنوبه، حتى إذا ظن العبد أنه قد هلك، قال الله [تعالى] له: " إني قد سترتها عليك في الدنيا، فأنا أسترها لك اليوم ".

تفسير الاية رقم 9

وَيَنقَلِبُ إِلَىٰٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورٗا  ٩

وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ في الجنة مَسْرُورًا لأنه نجا من العذاب وفاز بالثواب.

تفسير الاية رقم 10

وَأَمَّا مَنۡ أُوتِيَ كِتَٰبَهُۥ وَرَآءَ ظَهۡرِهِۦ  ١٠

وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ أي: بشماله من خلفه.

تفسير الاية رقم 11

فَسَوۡفَ يَدۡعُواْ ثُبُورٗا  ١١

فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا من الخزي والفضيحة، وما يجد في كتابه من الأعمال التي قدمها ولم يتب منها.

تفسير الاية رقم 12

وَيَصۡلَىٰ سَعِيرًا  ١٢

وَيَصْلَى سَعِيرًا أي: تحيط به السعير من كل جانب، ويقلب على عذابها، وذلك لأنه في الدنيا

تفسير الاية رقم 13

إِنَّهُۥ كَانَ فِيٓ أَهۡلِهِۦ مَسۡرُورًا  ١٣

كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا لا يخطر البعث على باله، وقد أساء.

تفسير الاية رقم 14

إِنَّهُۥ ظَنَّ أَن لَّن يَحُورَ  ١٤

ولم يظن أنه راجع إلى ربه وموقوف بين يديه.

تفسير الاية رقم 15

بَلَىٰٓۚ إِنَّ رَبَّهُۥ كَانَ بِهِۦ بَصِيرٗا  ١٥

بَلَى إِنَّ رَبَّهُ كَانَ بِهِ بَصِيرًا فلا يحسن أن يتركه سدى، لا يؤمر ولا ينهى، ولا يثاب ولا يعاقب.

تفسير الاية رقم 16

فَلَآ أُقۡسِمُ بِٱلشَّفَقِ  ١٦

أقسم في هذا الموضع بآيات الليل، فأقسم بالشفق الذي هو بقية نور الشمس، الذي هو مفتتح الليل.

تفسير الاية رقم 17

وَٱلَّيۡلِ وَمَا وَسَقَ  ١٧

وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ أي: احتوى عليه من حيوانات وغيرها.

تفسير الاية رقم 18

وَٱلۡقَمَرِ إِذَا ٱتَّسَقَ  ١٨

وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ أي: امتلأ نورًا بإبداره، وذلك أحسن ما يكون وأكثر منافع.

تفسير الاية رقم 19

لَتَرۡكَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٖ  ١٩

والمقسم عليه قوله: لَتَرْكَبُنَّ [أي:] أيها الناس طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ أي: أطوارا متعددة وأحوالا متباينة، من النطفة إلى العلقة، إلى المضغة، إلى نفخ الروح، ثم يكون وليدًا وطفلًا، ثم مميزًا، ثم يجري عليه قلم التكليف، والأمر والنهي، ثم يموت بعد ذلك، ثم يبعث ويجازى بأعماله، فهذه الطبقات المختلفة الجارية على العبد، دالة على أن الله وحده هو المعبود، الموحد، المدبر لعباده بحكمته ورحمته، وأن العبد فقير عاجز، تحت تدبير العزيز الرحيم.

تفسير الاية رقم 20

فَمَا لَهُمۡ لَا يُؤۡمِنُونَ  ٢٠

ومع هذا، فكثير من الناس لا يؤمنون.

تفسير الاية رقم 21

وَإِذَا قُرِئَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡقُرۡءَانُ لَا يَسۡجُدُونَۤ۩  ٢١

وَإِذَا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لَا يَسْجُدُونَ أي: لا يخضعون للقرآن، ولا ينقادون لأوامره ونواهيه،

تفسير الاية رقم 22

بَلِ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يُكَذِّبُونَ  ٢٢

بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ أي: يعاندون الحق بعدما تبين، فلا يستغرب عدم إيمانهم وعدم انقيادهم للقرآن، فإن المكذب بالحق عنادًا، لا حيلة فيه.

تفسير الاية رقم 23

وَٱللَّهُ أَعۡلَمُ بِمَا يُوعُونَ  ٢٣

وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُوعُونَ أي: بما يعملونه وينوونه سرًا، فالله يعلم سرهم وجهرهم، وسيجازيهم بأعمالهم.

تفسير الاية رقم 24

فَبَشِّرۡهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ  ٢٤

فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وسميت البشارة بشارة، لأنها تؤثر في البشرة سرورًا أو غمًا.فهذه حال أكثر الناس، التكذيب بالقرآن، وعدم الإيمان [به].