الاثنين، ١٩ جمادى الأولى ١٤٤٧ هـ
الاثنين، ١٠ نوفمبر ٢٠٢٥
facebookinstagramtwitter

تفسير سورة الغاشية

Basmala

تفسير الصفحه 1 من المصحف

تفسير الاية رقم 1

هَلۡ أَتَىٰكَ حَدِيثُ ٱلۡغَٰشِيَةِ  ١

يذكر تعالى أحوال يوم القيامة وما فيها من الأهوال الطامة، وأنها تغشى الخلائق بشدائدها، فيجازون بأعمالهم، ويتميزون [إلى] فريقين: فريقًا في الجنة، وفريقًا في السعير.

تفسير الاية رقم 2

وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٍ خَٰشِعَةٌ  ٢

فأخبر عن وصف كلا الفريقين، فقال في [وصف] أهل النار: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ أي: يوم القيامة خَاشِعَة من الذل، والفضيحة والخزي.

تفسير الاية رقم 3

عَامِلَةٞ نَّاصِبَةٞ  ٣

عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ أي: تاعبة في العذاب، تجر على وجوهها، وتغشى وجوههم النار.ويحتمل أن المراد [بقوله:] وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ في الدنيا لكونهم في الدنيا أهل عبادات وعمل، ولكنه لما عدم شرطه وهو الإيمان، صار يوم القيامة هباء منثورا، وهذا الاحتمال وإن كان صحيحًا من حيث المعنى، فلا يدل عليه سياق الكلام، بل الصواب المقطوع به هو الاحتمال الأول، لأنه قيده بالظرف، وهو يوم القيامة، ولأن المقصود هنا بيان وصف أهل النار عمومًا، وذلك الاحتمال جزء قليل من أهل النار بالنسبة إلى أهلها ؛ ولأن الكلام في بيان حال الناس عند غشيان الغاشية، فليس فيه تعرض لأحوالهم في الدنيا.

تفسير الاية رقم 4

تَصۡلَىٰ نَارًا حَامِيَةٗ  ٤

تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً أي: شديدًا حرها، تحيط بهم من كل مكان.

تفسير الاية رقم 5

تُسۡقَىٰ مِنۡ عَيۡنٍ ءَانِيَةٖ  ٥

تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ أي: حارة شديدة الحرارة وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ فهذا شرابهم.

تفسير الاية رقم 6

لَّيۡسَ لَهُمۡ طَعَامٌ إِلَّا مِن ضَرِيعٖ  ٦

وأما طعامهم ف لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ وذلك أن المقصود من الطعام أحد أمرين: إما أن يسد جوع صاحبه ويزيل عنه ألمه، وإما أن يسمن بدنه من الهزال، وهذا الطعام ليس فيه شيء من هذين الأمرين، بل هو طعام في غاية المرارة والنتن والخسة نسأل الله العافية.

تفسير الاية رقم 7

لَّا يُسۡمِنُ وَلَا يُغۡنِي مِن جُوعٖ  ٧

وأما طعامهم ف لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلَّا مِنْ ضَرِيعٍ لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ وذلك أن المقصود من الطعام أحد أمرين: إما أن يسد جوع صاحبه ويزيل عنه ألمه، وإما أن يسمن بدنه من الهزال، وهذا الطعام ليس فيه شيء من هذين الأمرين، بل هو طعام في غاية المرارة والنتن والخسة نسأل الله العافية.

تفسير الاية رقم 8

وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ نَّاعِمَةٞ  ٨

وأما أهل الخير، فوجوههم يوم القيامة نَاعِمَةٌ أي: قد جرت عليهم نضرة النعيم، فنضرت أبدانهم، واستنارت وجوههم، وسروا غاية السرور.

تفسير الاية رقم 9

لِّسَعۡيِهَا رَاضِيَةٞ  ٩

لِسَعْيِهَا الذي قدمته في الدنيا من الأعمال الصالحة، والإحسان إلى عباد الله، رَاضِيَةٍ إذ وجدت ثوابه مدخرًا مضاعفًا، فحمدت عقباه، وحصل لها كل ما تتمناه.

تفسير الاية رقم 10

فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٖ  ١٠

وذلك أنها فِي جَنَّةٍ جامعة لأنواع النعيم كلها، عَالِيَةٍ في محلها ومنازلها، فمحلها في أعلى عليين، ومنازلها مساكن عالية، لها غرف ومن فوق الغرف غرف مبنية يشرفون منها على ما أعد الله لهم من الكرامة. قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ أي: كثيرة الفواكه اللذيذة، المثمرة بالثمار الحسنة، السهلة التناول، بحيث ينالونها على أي: حال كانوا، لا يحتاجون أن يصعدوا شجرة، أو يستعصي عليهم منها ثمرة.

تفسير الاية رقم 11

لَّا تَسۡمَعُ فِيهَا لَٰغِيَةٗ  ١١

لَا تَسْمَعُ فِيهَا أي: الجنة لَاغِيَةً أي: كلمة لغو وباطل، فضلًا عن الكلام المحرم، بل كلامهم كلام حسن [نافع] مشتمل على ذكر الله تعالى، وذكر نعمه المتواترة عليهم، و[على] الآداب المستحسنة بين المتعاشرين، الذي يسر القلوب، ويشرح الصدور.

تفسير الاية رقم 12

فِيهَا عَيۡنٞ جَارِيَةٞ  ١٢

فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ وهذا اسم جنس أي: فيها العيون الجارية التي يفجرونها ويصرفونها كيف شاءوا، وأنى أرادوا.

تفسير الاية رقم 13

فِيهَا سُرُرٞ مَّرۡفُوعَةٞ  ١٣

فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ و " السرر " جمع " سرير " وهي المجالس المرتفعة في ذاتها، وبما عليها من الفرش اللينة الوطيئة.

تفسير الاية رقم 14

وَأَكۡوَابٞ مَّوۡضُوعَةٞ  ١٤

وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ أي: أوان ممتلئة من أنواع الأشربة اللذيذة، قد وضعت بين أيديهم، وأعدت لهم، وصارت تحت طلبهم واختيارهم، يطوف بها عليهم الولدان المخلدون.

تفسير الاية رقم 15

وَنَمَارِقُ مَصۡفُوفَةٞ  ١٥

وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ أي: وسائد من الحرير والاستبرق وغيرهما مما لا يعلمه إلا الله، قد صفت للجلوس والاتكاء عليها، وقد أريحوا عن أن يضعوها، و يصفوها بأنفسهم.

تفسير الاية رقم 16

وَزَرَابِيُّ مَبۡثُوثَةٌ  ١٦

وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ والزرابي [هي:] البسط الحسان، مبثوثة أي: مملوءة بها مجالسهم من كل جانب.

تفسير الاية رقم 17

أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلۡإِبِلِ كَيۡفَ خُلِقَتۡ  ١٧

يقول تعالى حثًا للذين لا يصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم، ولغيرهم من الناس، أن يتفكروا في مخلوقات الله الدالة على توحيده: أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ أي: [ألا] ينظرون إلى خلقها البديع، وكيف سخرها الله للعباد، وذللها لمنافعهم الكثيرة التي يضطرون إليها.

تفسير الاية رقم 18

وَإِلَى ٱلسَّمَآءِ كَيۡفَ رُفِعَتۡ  ١٨

وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ

تفسير الاية رقم 19

وَإِلَى ٱلۡجِبَالِ كَيۡفَ نُصِبَتۡ  ١٩

وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ بهيئة باهرة، حصل بها استقرار الأرض وثباتها عن الاضطراب، وأودع فيها من المنافع [الجليلة] ما أودع.

تفسير الاية رقم 20

وَإِلَى ٱلۡأَرۡضِ كَيۡفَ سُطِحَتۡ  ٢٠

وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ أي: مدت مدًا واسعًا، وسهلت غاية التسهيل، ليستقر الخلائق على ظهرها، ويتمكنوا من حرثها وغراسها، والبنيان فيها، وسلوك الطرق الموصلة إلى أنواع المقاصد فيها.واعلم أن تسطيحها لا ينافي أنها كرة مستديرة، قد أحاطت الأفلاك فيها من جميع جوانبها، كما دل على ذلك النقل والعقل والحس والمشاهدة، كما هو مذكور معروف عند أكثر الناس، خصوصًا في هذه الأزمنة، التي وقف الناس على أكثر أرجائها بما أعطاهم الله من الأسباب المقربة للبعيد، فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جدًا، الذي لو سطح لم يبق له استدارة تذكر.وأما جسم الأرض الذي هو في غاية الكبر والسعة ، فيكون كرويًا مسطحًا، ولا يتنافى الأمران، كما يعرف ذلك أرباب الخبرة.

تفسير الاية رقم 21

فَذَكِّرۡ إِنَّمَآ أَنتَ مُذَكِّرٞ  ٢١

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ أي: ذكر الناس وعظهم، وأنذرهم وبشرهم، فإنك مبعوث لدعوة الخلق إلى الله وتذكيرهم.

تفسير الاية رقم 22

لَّسۡتَ عَلَيۡهِم بِمُصَيۡطِرٍ  ٢٢

ولم تبعث مسيطرًا عليهم، مسلطًا موكلًا بأعمالهم، فإذا قمت بما عليك، فلا عليك بعد ذلك لوم، كقوله تعالى: وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ .