الجمعة، ١٦ جمادى الأولى ١٤٤٧ هـ
الجمعة، ٧ نوفمبر ٢٠٢٥
facebookinstagramtwitter
Basmala
وَٱلۡفَجۡرِ  ١وَلَيَالٍ عَشۡرٖ  ٢وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ  ٣وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَسۡرِ  ٤هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ  ٥أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ  ٦إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ  ٧ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ  ٨وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ  ٩وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ  ١٠ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ  ١١فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ  ١٢فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ  ١٣إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ  ١٤فَأَمَّا ٱلۡإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَكۡرَمَنِ  ١٥وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَيۡهِ رِزۡقَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَهَٰنَنِ  ١٦كـَلَّاۖ بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ  ١٧وَلَا تَحَٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ  ١٨وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا  ١٩وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ حُبّٗا جَمّٗا  ٢٠كـَلَّآۖ إِذَا دُكَّتِ ٱلۡأَرۡضُ دَكّٗا دَكّٗا  ٢١وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا  ٢٢

تفسير الصفحه 1 من المصحف

تفسير الاية رقم 1

وَٱلۡفَجۡرِ  ١

الظاهر أن المقسم به، هو المقسم عليه، وذلك جائز مستعمل، إذا كان أمرًا ظاهرًا مهمًا، وهو كذلك في هذا الموضع.فأقسم تعالى بالفجر، الذي هو آخر الليل ومقدمة النهار، لما في إدبار الليل وإقبال النهار، من الآيات الدالة على كمال قدرة الله تعالى، وأنه وحده المدبر لجميع الأمور، الذي لا تنبغي العبادة إلا له، ويقع في الفجر صلاة فاضلة معظمة، يحسن أن يقسم الله بها، ولهذا أقسم بعده بالليالي العشر، وهي على الصحيح: ليالي عشر رمضان، أو [عشر] ذي الحجة، فإنها ليال مشتملة على أيام فاضلة، ويقع فيها من العبادات والقربات ما لا يقع في غيرها.

تفسير الاية رقم 2

وَلَيَالٍ عَشۡرٖ  ٢

وفي ليالي عشر رمضان ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر، وفي نهارها، صيام آخر رمضان الذي هو ركن من أركان الإسلام.وفي أيام عشر ذي الحجة، الوقوف بعرفة، الذي يغفر الله فيه لعباده مغفرة يحزن لها الشيطان، فما رئي الشيطان أحقر ولا أدحر منه في يوم عرفة، لما يرى من تنزل الأملاك والرحمة من الله لعباده، ويقع فيها كثير من أفعال الحج والعمرة، وهذه أشياء معظمة، مستحقة لأن يقسم الله بها.

تفسير الاية رقم 3

وَٱلشَّفۡعِ وَٱلۡوَتۡرِ  ٣

وَالشَّفْعِ وَالْوَتْرِ

تفسير الاية رقم 4

وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَسۡرِ  ٤

وَاللَّيْلِ إِذَا يَسْرِ أي: وقت سريانه وإرخائه ظلامه على العباد، فيسكنون ويستريحون ويطمئنون، رحمة منه تعالى وحكمة.

تفسير الاية رقم 5

هَلۡ فِي ذَٰلِكَ قَسَمٞ لِّذِي حِجۡرٍ  ٥

هَلْ فِي ذَلِكَ المذكور قَسَمٌ لِذِي حِجْرٍ أي: [لذي] عقل؟ نعم، بعض ذلك يكفي، لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.

تفسير الاية رقم 6

أَلَمۡ تَرَ كَيۡفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِعَادٍ  ٦

يقول تعالى: أَلَمْ تَرَ بقلبك وبصيرتك كيف فعل بهذه الأمم الطاغية

تفسير الاية رقم 7

إِرَمَ ذَاتِ ٱلۡعِمَادِ  ٧

إِرَمَ القبيلة المعروفة في اليمن ذَاتِ الْعِمَادِ أي: القوة الشديدة، والعتو والتجبر.

تفسير الاية رقم 8

ٱلَّتِي لَمۡ يُخۡلَقۡ مِثۡلُهَا فِي ٱلۡبِلَٰدِ  ٨

الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا أي: مثل عاد فِي الْبِلَادِ أي: في جميع البلدان [في القوة والشدة]، كما قال لهم نبيهم هود عليه السلام: وَاذْكُرُوا إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَاءَ مِنْ بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي الْخَلْقِ بَسْطَةً فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ .

تفسير الاية رقم 9

وَثَمُودَ ٱلَّذِينَ جَابُواْ ٱلصَّخۡرَ بِٱلۡوَادِ  ٩

وَثَمُودَ الَّذِينَ جَابُوا الصَّخْرَ بِالْوَادِ أي: وادي القرى، نحتوا بقوتهم الصخور، فاتخذوها مساكن.

تفسير الاية رقم 10

وَفِرۡعَوۡنَ ذِي ٱلۡأَوۡتَادِ  ١٠

وَفِرْعَوْنَ ذِي الْأَوْتَاد أي: [ذي] الجنود الذين ثبتوا ملكه، كما تثبت الأوتاد ما يراد إمساكه بها.

تفسير الاية رقم 11

ٱلَّذِينَ طَغَوۡاْ فِي ٱلۡبِلَٰدِ  ١١

الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلَادِ هذا الوصف عائد إلى عاد وثمود وفرعون ومن تبعهم، فإنهم طغوا في بلاد الله، وآذوا عباد الله، في دينهم ودنياهم، ولهذا قال:

تفسير الاية رقم 12

فَأَكۡثَرُواْ فِيهَا ٱلۡفَسَادَ  ١٢

فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ وهو العمل بالكفر وشعبه، من جميع أجناس المعاصي، وسعوا في محاربة الرسل وصد الناس عن سبيل الله.

تفسير الاية رقم 13

فَصَبَّ عَلَيۡهِمۡ رَبُّكَ سَوۡطَ عَذَابٍ  ١٣

فلما بلغوا من العتو ما هو موجب لهلاكهم، أرسل الله عليهم من عذابه ذنوبًا وسوط عذاب.

تفسير الاية رقم 14

إِنَّ رَبَّكَ لَبِٱلۡمِرۡصَادِ  ١٤

إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ لمن عصاه يمهله قليلًا، ثم يأخذه أخذ عزيز مقتدر.

تفسير الاية رقم 15

فَأَمَّا ٱلۡإِنسَٰنُ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ رَبُّهُۥ فَأَكۡرَمَهُۥ وَنَعَّمَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَكۡرَمَنِ  ١٥

يخبر تعالى عن طبيعة الإنسان من حيث هو، وأنه جاهل ظالم، لا علم له بالعواقب، يظن الحالة التي تقع فيه تستمر ولا تزول، ويظن أن إكرام الله في الدنيا وإنعامه عليه يدل على كرامته عنده وقربه منه.

تفسير الاية رقم 16

وَأَمَّآ إِذَا مَا ٱبۡتَلَىٰهُ فَقَدَرَ عَلَيۡهِ رِزۡقَهُۥ فَيَقُولُ رَبِّيٓ أَهَٰنَنِ  ١٦

وأنه إذا قدر عَلَيْهِ رِزْقُهُ أي: ضيقه، فصار يقدر قوته لا يفضل منه، أن هذا إهانة من الله له.

تفسير الاية رقم 17

كـَلَّاۖ بَل لَّا تُكۡرِمُونَ ٱلۡيَتِيمَ  ١٧

فرد الله عليه هذا الحسبان: بقوله كَلَّا أي: ليس كل من نعمته في الدنيا فهو كريم علي، ولا كل من قدرت عليه رزقه فهو مهان لدي، وإنما الغنى والفقر، والسعة والضيق، ابتلاء من الله، وامتحان يمتحن به العباد، ليرى من يقوم له بالشكر والصبر، فيثيبه على ذلك الثواب الجزيل، ممن ليس كذلك فينقله إلى العذاب الوبيل.وأيضًا، فإن وقوف همة العبد عند مراد نفسه فقط، من ضعف الهمة، ولهذا لامهم الله على عدم اهتمامهم بأحوال الخلق المحتاجين، فقال: كَلَّا بَل لَا تُكْرِمُونَ الْيَتِيمَ الذي فقد أباه وكاسبه، واحتاج إلى جبر خاطره والإحسان إليه.فأنتم لا تكرمونه بل تهينونه، وهذا يدل على عدم الرحمة في قلوبكم، وعدم الرغبة في الخير.

تفسير الاية رقم 18

وَلَا تَحَٰٓضُّونَ عَلَىٰ طَعَامِ ٱلۡمِسۡكِينِ  ١٨

وَلَا تَحَاضُّونَ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِين أي: لا يحض بعضكم بعضًا على إطعام المحاويج من المساكين والفقراء، وذلك لأجل الشح على الدنيا ومحبتها الشديدة المتمكنة من القلوب.

تفسير الاية رقم 19

وَتَأۡكُلُونَ ٱلتُّرَاثَ أَكۡلٗا لَّمّٗا  ١٩

وَتَأْكُلُونَ التُّرَاثَ أي: المال المخلف أَكْلًا لَمًّا أي: ذريعًا، لا تبقون على شيء منه.

تفسير الاية رقم 20

وَتُحِبُّونَ ٱلۡمَالَ حُبّٗا جَمّٗا  ٢٠

وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا أي: كثيرًا شديدًا، وهذا كقوله تعالى: بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ .

تفسير الاية رقم 21

كـَلَّآۖ إِذَا دُكَّتِ ٱلۡأَرۡضُ دَكّٗا دَكّٗا  ٢١

كَلَّا أي: ليس [كل] ما أحببتم من الأموال، وتنافستم فيه من اللذات، بباق لكم، بل أمامكم يوم عظيم، وهول جسيم، تدك فيه الأرض والجبال وما عليها حتى تجعل قاعًا صفصفًا لا عوج فيه ولا أمت.

تفسير الاية رقم 22

وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا  ٢٢

ويجيء الله تعالى لفصل القضاء بين عباده في ظلل من الغمام، وتجيء الملائكة الكرام، أهل السماوات كلهم، صفًا صفا أي: صفًا بعد صف، كل سماء يجيء ملائكتها صفا، يحيطون بمن دونهم من الخلق، وهذه الصفوف صفوف خضوع وذل للملك الجبار.