هو يوشع بن نون بن أفراييم بن يوسف بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عليهم السلام، وهو صاحب موسى عليه السلام وتلميذه الذي ورد ذكره في القرآن دون ذكر اسمه، فقد رافق موسى عليه السلام في رحلته للبحث عن الخضر وكان موسى عليه السلام قد اعطاء حوتا ليكون قوتا لهما في رحلتهما ، فلما وصلا إلى ملتقى النهرين دبت الحياة في الحوت ونزل للنهر وأكمل موسى ويوشع عليهما السلام طريقهما ، فلما جاع موسى عليه السلام سأل يوشع عليه السلام عن الحوت فقال له لقد انساني الشيطان أن أخبرك أن الحياة قد دبت فيه ونزل للنهر، فقال موسى عليه السلام هذه هي علامة مكان وجود الخضر عليه السلام ، فعادا لهناك والتقى موسى عليه السلام بالخضر
قال تعالى : (وَإِذْ قَالَ مُوسَىٰ لِفَتَاهُ لَا أَبْرَحُ حَتَّىٰ أَبْلُغَ مَجْمَعَ الْبَحْرَيْنِ أَوْ أَمْضِيَ حُقُبًا).[سورة الكهف ، ٦٠]
ولما أوحى الله عز وجل لموسى عليه السلام أن يذهب بيني إسرائيل بعد أن نجاهم الله عز وجل من فرعون إلى بيت المقدس ليقيموا هناك ، وفي طريقهم لفتح بيت المقدس كان لابد من فتح أريحا مدينة الجبارين أولا، وكان أهل هذه المدينة من العمالقة الأقوياء والجبارين ، فاختار موسى عليه السلام اثني عشر رجلا ليدخلوا إلى مدينة الجبارين ويستطلعوا فيها عن أخبار القوم ليدخلها بني إسرائيل ويفتحوها، وكان بينهم يوشع بن نون عليه السلام فلما دخلوا ورأوا قوة القوم اتفقوا فيما بينهم ألا يخبروا بني إسرائيل عما رأوه حتى لا يخاف القوم ويطيعوا أمر الله تعالى وأمر نبيه موسى عليه السلام، فلما رجعوا نقض عشرة منهم العهد وبقي اثنين لم يخلفوا عهدهم، وهما يوشع بن نون وكالب بن يوفنا وهم الذين قال الله تعالى عنهم:
(قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) [ سورة المائدة،٢٣]
فقد كان يوشع عليه السلام أحد الرجلين الذين دخلا أرض الكنعانيين دون خوف منهم ومن بطشهم
فأمر موسى عليه السلام قومه بمقاتلة تلك الأقوام ودخول بيت المقدس والإقامة فيه، ولكنّهم رفضوا خوفًا من الجبابرة وامتنعوا عن الدخول وقالوا لموسى عليه السلام اذهب أنت وقاتل فنحن لن نقاتل.
قَالُوا يَا مُوسَىٰ إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُوا فِيهَا ۖ فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) سورة المائدة
فاشتكى موسى عليه السلام إلى ربّه فعل قومه فأخبره الله تعالى أنّ أرض بيت المقدس ستُحرّم عليهم أربعين سنة وأنّهم سيتيهون في الأرض، وفي هذا يقول ابن عباس رضي الله عنهما: "فتاهوا في الأرض أربعين سنة، يصبحون كل يوم، ويسيرون ليس لهم قرار".
قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلَّا نَفْسِي وَأَخِي ۖ فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25) قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ ۛ أَرْبَعِينَ سَنَةً ۛ يَتِيهُونَ فِي الْأَرْضِ ۚ فَلَا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ(26)سورة المائدة
بعدها سارَ موسى عليه السلام إلى أرض كنعان لقتال الجبارين، وقدم يوشع بن نون وكالب بن يوفنا وهو صهره على أخته مريم بنت عمران، فلمَّا بلغوها اجتمع الجبارون إلى بلعم بن باعور وهو من ولد لوط، كان يعرف اسم الله الأعظم،وطلبوا منه بأن يدعو على موسى -عليه السلام- فامتنعَ عن ذلك في بداية الأمر فأصروا عليه حتى أقنعوه بذلك وحاول الدعاء إلا أن الله تعالى منعه فلم يستطع، ثم بدأ يدبر الحيل مع الجبارين للإيقاع ببني إسرائيل.
وقد أخبر عنه الله تعالى في آياته حيث قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}،[٧]
فآذى الجبارين موسى عليه السلام ومن معه حينها طلب موسى عليه السلام من يوشع بن نون بأن يدخل مدينة الجبارين ويقتلهم، فدخلها وقتل بعضهم وبقي بعضهم لم يقتلهم لأن النهار قد أوشك على الانتهاء بغياب الشمس، فخشي يوشع بأن يحول الليل بينه وبين القضاء عليهم وخاصة بأن اليوم الذي يلي هذا اليوم هو يوم السبت ولن يستطيع قتالهم، فدعا الله تعالى أن يحبس عليهم الشمس حتى ينتهي من قتالهم فاستجاب له الله تعالى، حتى قضى عليهم وفتح أريحا، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بمعجزة يوشع عليه السلام، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (ما حُبِسَتِ الشمسُ على بشَرٍ قطُّ، إلَّا على يوشَعَ بنِ نونٍ، ليالِيَ سارَ إلى البيتِ المُقَدَّسِ)
يمكنك قرأءة ايضا : قصة داوود عليه السلام
ودخلها نبي الله موسى -عليه السلام مدينة الجبارين وأقام بها حتى مات، وتوفي هارون -عليه السلام- وبعده توفي موسى -عليه السلام- بسنتين، أو بثلاث سنوات. وأقام فيهم يوشع بن نون خليفة عن موسى، ومات أكثر بني إسرائيل في التيه، وانقضت المدة، فخرج يوشع بمن بقي منهم وبأبنائهم، لفتح بيت المقدس ولما قصد يوشع بن نون بيت المقدس كان برفقة بني إسرائيل وكان نهر الأردن يحول دون وصولهم لهناك ، فشق الله لهم طريقا يابسا من وسط النهر وعبر القوم ثم عاد النهر إلى ما كان عليه، وتوجهوا لبيت المقدس والذي كان مُحصّنًا بسور وكان فيه العديد من القصور، كان يسكنها الكثير من الناس، فأحاطوا بها وحاصروها لمدة ستة أشهر وبعدها صاحوا في الأبواق وكبروا فسقط السور الذي يُحيط بها ودخلوها، فأخذوا منها الغنائم وقتلوا 12 ألفًا منهم، ودخل بنو إسرائيل بعدها بيت المقدس وأقاموا فيها هم ونبيهم يوشع عليه السلام إلى انه توفاه الله عز وجل وكان عمره ما يقارب ١٢٠عاما